بدأت حركة حماس، وفق ما أكده الكاتبان سامي مجدي وملاني ليدمان، توسيع نطاق بحثها عن جثث الرهائن الإسرائيليين داخل قطاع غزة، في وقت أرسلت فيه مصر فريقًا من الخبراء ومعدات ثقيلة للمساعدة في انتشال الجثث من تحت الأنقاض، في ظل هدنة هشة توسطت فيها الولايات المتحدة.

وقالت نيو جورنال إن الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في 10 أكتوبر، تلزم حماس بإعادة رفات جميع الرهائن الإسرائيليين في أقرب وقت، مقابل تعهد إسرائيل بإعادة 15 جثة فلسطينية عن كل جثة إسرائيلية. لكنّ العملية تسير ببطء وسط اتهامات متبادلة ومحاولات سياسية لإعادة تثبيت الهدوء في القطاع.

شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أنّ بلاده تتحكم وحدها بأمنها القومي، بعد اتهامات بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تملي على تل أبيب طريقة التعامل مع الملف الأمني في غزة. ونفى نائب الرئيس جي دي فانس تلك المزاعم خلال زيارته لإسرائيل مؤخرًا.

في مدينة خان يونس جنوب القطاع، راقب السكان معدات مصرية ثقيلة وهي تنبش الرمال بين الأبنية المدمرة. وأعادت حماس جثامين 15 رهينة حتى الآن، لكنها لم تسلّم أي جثة خلال الأيام الخمسة الأخيرة، بينما أعادت إسرائيل 195 جثة فلسطينية، كثير منها بلا هوية.

تُعد الخطوات المقبلة في إطار خطة الهدنة أكثر تعقيدًا، إذ تتضمن نزع سلاح حماس وتحديد آلية الحكم بعد الحرب في غزة، فيما تواصل الأمم المتحدة وشركاؤها الضغط على إسرائيل للسماح بإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية. غير أن وسائل الإعلام الدولية لا تزال ممنوعة من دخول القطاع إلا في زيارات محدودة برفقة الجيش الإسرائيلي.

صرّح رئيس حركة حماس في غزة، خليل الحية، بأن الحركة بدأت التنقيب في مناطق جديدة للبحث عن جثث الرهائن الثلاثة عشر المتبقين. وجاء ذلك بينما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه “يراقب الموقف عن كثب”، مطالبًا حماس بإعادة المزيد من الجثامين خلال 48 ساعة، مؤكّدًا أن بعض الجثث يسهل الوصول إليها لكن الحركة “لا تُعيدها لسبب غير مفهوم”.

تؤكد حماس أن جهودها تواجه صعوبات بسبب الدمار الواسع في القطاع، بينما دخل الفريق المصري، المزود بجرافات وآليات حفر، إلى غزة السبت ضمن مساعٍ لدعم الهدنة، وفق ما ذكره مسؤولان مصريان اشترطا عدم الكشف عن هويتهما لأنهما غير مخولين بالحديث للإعلام.

في الوقت نفسه، دافع نتنياهو عن الضربات الجوية التي شنها جيشه على مخيم النصيرات وسط القطاع، والتي خلّفت قتلى وجرحى بحسب مستشفى العودة. وقال الجيش إنه استهدف عناصر من حركة الجهاد الإسلامي كانوا يخططون لهجوم ضد القوات الإسرائيلية، بينما نفت الحركة تلك المزاعم.

اتهمت حماس نتنياهو بخرق الهدنة عمدًا ومحاولة إفشال الجهود الأمريكية لإنهاء الحرب. وردّ نتنياهو قائلًا في اجتماع حكومته: “نحبط الأخطار وهي في طور التشكّل، كما فعلنا بالأمس في غزة”. وكانت إسرائيل قد قصفت النصيرات أيضًا في 19 أكتوبر بعد اتهامها حماس بقتل جنديين، ما أسفر عن مقتل 36 فلسطينيًا على الأقل وفق سلطات الصحة المحلية، في أعنف تصعيد منذ بدء الهدنة.

تشير تقديرات وزارة الصحة في غزة إلى أن أكثر من 68500 فلسطيني لقوا حتفهم خلال عامين من الحرب التي اندلعت عقب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وهو رقم تُشكّك إسرائيل في صحته، قائلة إن الوزارة لا تفرّق بين المدنيين والمقاتلين.

وجاءت الغارة الأخيرة بعد ساعات من مغادرة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إسرائيل، في ختام زيارة إلى مركز التنسيق المدني والعسكري الجديد الذي يشرف على تنفيذ الهدنة. وكان مبعوثا الرئيس الأمريكي، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، قد زارا المركز الأسبوع الماضي.

قال روبيو إن الولايات المتحدة وإسرائيل والدول الوسيطة تتبادل المعلومات لإحباط أي تهديد محتمل، موضحًا أن هذا التعاون سمح بكشف هجوم كان يُحضَّر له مؤخرًا. ويعمل نحو 200 جندي أمريكي إلى جانب الجيش الإسرائيلي وممثلين من دول أخرى داخل المركز، بهدف تخطيط مرحلة “الاستقرار وإعادة الإعمار” في غزة. وأكدت واشنطن أنّ جنودها لن يشاركوا في عمليات ميدانية داخل القطاع.

يعكس هذا المشهد، كما تقول نيو جورنال، مزيجًا من الجهود السياسية والإنسانية والعسكرية المتشابكة التي تواصل صياغة واقع غزة بعد عامين من الحرب، في وقت تبدو فيه الهدنة مجرد خيط رفيع بين سلامٍ هشّ ومأساةٍ متجددة.

https://www.reviewjournal.com/news/politics-and-government/egypt-deploys-equipment-to-comb-rubble-for-israeli-bodies-3528915/